ولنشعلها ثورة على المحبطين

 

 

عندما تَرى الإنجازَ والنَّجاح يَنتشِر في أرجاء المجتمعات، ويُثنِي عليه الناسُ الصغير والكبير، يَفرحُ صاحبه الذي أَبدَع في وضْع فكرتِه، وعمِل جاهدًا على تَحقيقها، لهدف الرقيِّ بِمجتمعه، الذي عَانى ما عانى! اعلم أخي القارئ أنَّ هناك في مجتمعنا نابتةً تُقلِّل من شأن هذا الإنجاز، ومن شأن صاحبه، وتَنثُر الطين في عيون الناس؛ لكي يَروا هذا النَّجاحَ بعين غير واضِحة، بَيْدَ أنَّ النَّجاح يَراه حتى الأعمى! فهل عرَفتَ مَن هذه النَّابِتة؟ إنَّهم المُحبِطون، وهم مجموعة وجزء لا يَتجزَّأ من كلِّ مُجتمع وُجِد فيه المبدعون، يَقفُون أمام كلِّ تقدُّم أو تطوُّر يَسعى إليه الفرد أو المجتمع؛ ولذلك فهم يَضعون العقبات أمام كلِّ من يَعمَل لتحقيق أهدافه، حتى لو كانت في نظَرِهم مُستحيلة. ويَنقسِم المُحبِطون في مجتمعاتِنا إلى قسْمين: القسم الأول: أصحاب النَّجاحات، وهم لا يُريدون لغيرهم ممَّن يَسلُك مَجالَهم الوصولَ إليهم؛ لأنَّهم يَظنُّون أنَّ الوصول إلى القمة والبقاء فيها حِكْرٌ لهم، لا لغيرهم، وطريق الوصول إلى القمَّة أمر يَحقُّ لكل إنسان تَزوَّد بزادِ هذا الطريق. القسم الثاني: هم الرِّعاع الذين ليس لهم شيء في المجتمعات إلا الثَّرثرة والتشدُّق لقتْل الإبداع عند المُبدِعين، الذين بإبداعهم يَرتفِع رأسُ المجتمع، ويطاول عنان السماء. نَظمت “شعرًا”، فقالوا: “ليس موزونًا”، كَتبت قِصَّة، قالوا: “غير مُعبِّرة”، كَتبت مَقالاً، قالوا: “يَخدم جِهة مُعيَّنة”، أَتيت بفكرةٍ جَديدة، قالوا: “لا تَمتُّ للواقع بشيء”، اخْترعت، قالوا: “تَقليد”… إلخ. كَلماتٌ جارِحة تَصلُ إلى قلوب المُبدِعين كالسِّهام الجارِحة، فما يكون من أكثر المُبدِعين إلا الاستسلام لهذه الكلمات، مع اصطحابها بتفسيرٍ واقِعي للإبداع، هكذا يُقتل الإبداع في المُبدِع، الذي طالما يَنظُر المجتمع إليه ولسان حاله يقول: “ارفع رأسي عاليًا”. المبدعون في مجتمعنا نصْفٌ، ونصف مُحبطون، فلم يَبقَ إلا صورة التشجيع أو “الإحباط”؛ إذًا لنضعْ أيديَنا فوق أيدي بعض، ونُشعِلها ثورة على المُحبطِين، ونقول لهم بكل صراحة: “ارحلوا عن مجتمعنا؛ حتى يَنهضَ به مُبدِعوه”.

 http://www.alukah.net/Social/0/40854/#ixzz1ucxARDKh

 

 

أضف تعليق